الوصف
السرطان وحشٌ ضارٍ لا يُفرِّق بين الجميع، وينقضُّ بشراسة على الصغير مثل الكبير، وعلى الفتاة مثل الرجل، وعلى القدِّيس مثل الشرِّير. لكنَّ ما يُحدِثُ الفَرْق هو مَن يغلبون هذا الوحش، لربَّما ليس في أجسادهم، بل في قلوبهم وأرواحهم أوَّلًا. هذه هي قصَّة غريس، الفتاة اليافعة والرقيقة كالفراشة، التي كالفراشة ما إن شقَّت طريقها إلى الحياة حتَّى ذبلت وما عادت تطير.
في كتاب وحطَّت الفراشة، يشاركنا الكاتب، إحباطات ابنته غريس وخيبات أملها وأسئلتها الوجوديَّة عن الله وعن عدالة الحياة، بينما يسلِّط الضوء أيضًا على اختبارها لقوَّة حضور الله معها وسط أوجاعها وآلامها.
يمرُّ الكاتب في سرده بمراحل المعاناة من صعوبة تقبُّل الصدمة، وكيفيَّة التعاطي مع الحالة المستجدَّة، إلى تعاطي الفريق الطبِّيِّ بإيجابيَّاته وسلبيَّاته، والدعم الكبير الذي قدَّمه كلُّ من حولها ليساعدوها على اجتياز تلك المرحلة العصيبة.
يدوِّن الكاتب أيضًا أحاديث ابنته الودِّيَّة مع عائلتها، وأقوالها المؤثِّرة علاوة على وصفه لمرارة أوجاعها، وقدسيَّة دموعها، وسحر ابتساماتها، وصراعها ما بين المحبَّة والموت- بين الأمل والرجاء. وبعد أن يذكر شكرها المستمرَّ لله في ظروفٍ يصعب جدًّا فيها على الإنسان أن يشكر، يُدرج لنا في النهاية كتابات غريس التي نشرتها على الملأ بلا تردُّد.
وحطَّت الفراشةشهادة حيَّة لمعاناة غريس سعود مع مرض السرطان
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.