الوصف
كثيرًا ما حيَّرت معضلة وجود الألم والشرِّ في العالم الناس على مرِّ العصور، وعلى مختلف المستويات العلميَّة والثقافيَّة، من فلاسفةٍ أو علماء دين أو غير متعلمين؛ فالمعضلة كونيَّة ويصعبُ فهمها. وما يزيد هذه المعضلة تعقيدًا هو عندما يحاول المرء مصالحتها مع الاعتقاد بقداسة الله ومحبَّته وعنايته ورحمته لبني البشر.
نحتفظ أحيانًا بمثل هذه الأسئلة في داخلنا فنزداد حَيرة، وأحيانًا نشاركها الآخرين آملين أن نتوصَّلَ إلى إجابات مُقنِعة، وفي أحيان أخرى نثورُ على الله. ولكنْ هل فكَّرنا يومًا في طَرْحِ هذه الأسئلة على الله نفسه؟ أسئلةٌ من قبيل: ’’أين أنت يا الله بينما أعاني الألم والضيق؟‘‘ أو ’’إلى متى سيستمرُّ هذا الواقع المأساويُّ يا ربّ؟‘‘ أو ’’ألا تأبه يا الله بوجود الشرِّ وقد بلغ مداه؟‘‘
الأسئلة التي تُقلِقُنا عن الشرِّ والألم هي التي أقلقَتِ النبيَّ حبقُّوق، الذي عاشَ في القرن السابع قبل الميلاد، فتوجَّه إلى الله مباشرة باحثًا عن إجابات عنها تشفي غليلَه وتعرِّفه الحقيقةَ وتزيلُ شكوكَه. ورغم أنَّ ذلك لم يكنْ أمرًا يسيرًا، فقد سار حبقُّوق في رحلةٍ شاقَّة شابَها صراعٌ حادٌّ مع نفسه ومع إلهه أيضًا. ما طبيعة تلك الرحلة؟ وهل أفضت إلى نهاية مُرضِية؟ وهل استَطاعَ النبيُّ حبقُّوق أن يتلقَّى إجابات شافية؟ هذا ما سنستكشفه لدى قراءة هذا الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.