تكاد القصَّة أن تكون ممرًّا إجباريًّا للتعبير عن الحقيقة التي تتخطَّى الكلمات. إنَّها بوَّابةُ احترامٍ يستطيع الإنسان بها أن يطلَّ على الآفاق الواسعة لسرِّ وجوده ومعناه. ونقول بوَّابةَ احترامٍ لأنَّ القصَّة لا تُرغِم أحدًا، ولا تسعى إلى الإقناع، بل تكتفي بأن تعرض حدثًا، وتترك للقارئ- أو السامع إن كانت مرويَّة- حرِّيَّة الفهم والقرار.
القصص التي يتضمَّنها هذا الكتاب هي أشبه بحديقةٍ متنوِّعة: ففيها ما يمكن تناوُله بسهولة، كما أنَّ فيها ما يتطلَّب بعض الجهد. ومن القصص ما هو غير صالحٍ للأكل؛ حيث إنَّها مثل الزهور والنباتات الخضراء، التي يضفي حضورُها جمالًا على الحديقة، يستطيع الشخص أن يتفرَّج عليها، ويستمتع بمنظرها، ثمَّ يتابع سيره مسرورًا مطمئنًّا.
لمزيدٍ من الفائدة، وبناءً على ملاحظات قرَّاء الطبعة الأولى، وضعنا في نهاية كلِّ قصَّةٍ سؤالًا يمكن حسبانه محطَّةً للتَّفكير.