تعود إلينا الروائيَّة المشهورة فرنسين ريڤرز
برواية رومانسيَّة فيها الكثير من الاسترداد والحرِّيَّة.
جعلتْه أشباح ماضيه أسيرًا على مدى سنوات…
خطواتُها التائهة أتتْ بها إلى باب بيته…
تتناوَلُ ‘‘التحفةُ الخالدة’’ أبعادًا اجتماعيَّةً وروحيَّة بمعالَجةٍ خاصَّة، حيث اشتركَتِ
الشخصيَّتان الرئيستان في الرواية في ماضٍ متشابهٍ من حيثُ وجودُ بيوتٍ مفكَّكةٍ
وعلاقات منهارة، وإن كانَتْ بأوضاعٍ مختلفة. وقد عملَتِ المؤلِّفةُ ببراعتِها المعهودة على
استِكشافِ حياةِ هذَين الفَردَين، والكيفيَّة التي أثَّرت فيها اختباراتُ طُفولتِهِما الصادمة في
تفكيرِهما وسُلوكهِما لمَّا صارا راشِدَين.
أقبلَت غريس إلى الإيمان باكِرًا في الرِّواية، ولكنَّ المؤمنينَ بالمسيح ليسوا كاملين، ويمكنُ بسهولةٍ أن يقَعوا في فِخاخٍ عدَّة. أمَّا رومان فكان عليه أن يتعلَّمَ بالطَّريقة الشَّاقَّة بعد أنْ ظنَّ أنَّ الشُّهرةَ خلَّصتْه من ماضيه البائس.
ربَّما لا تعالجُ الروايةُ تحدِّياتٍ مألوفةً في مجتمعاتِنا العربيَّة، غير أنَّ لدَينا تحدِّياتٍ أُخرى نابعةً من جَوهرِ الإنسانِ الذي يظلُّ هو ذاتَه في كلِّ مكانٍ وزمان- بطبيعةٍ ساقطةٍ تحتاجُ إلى النعمةِ والاسترداد.